في عام 2020، استمرت الرابطة السورية لكرامة المواطن (SACD) في النمو كتيار مؤلف من النازحين السوريين له مهمة محددة وواضحة: ضمان أن يكون لملايين النازحين صوت قوي في جميع القرارات التي تؤثر عليهم وعلى مستقبل سوريا. على الرغم من أن جائحة كورونا جعلت من الصعب للغاية على الرابطة أن تعمل بكامل طاقتها، فقد خطت الرابطة خطوات كبيرة على جبهات مختلفة منها: التأثير على الخطاب السياسي بشأن العودة وحقوق النازحين السوريين وإشراك صناع القرار بشكل مباشر ومن خلال استراتيجيات الاتصال المختلفة وحشد النازحين السوريين حول أفكار الرابطة والوصول إلى مئات الآلاف من الناس حول العالم برسالة رابطة كرامة.
عكست أولويات وجهود الرابطة السورية لكرامة المواطن في عام 2020 أكبر التهديدات التي تواجه النازحين السوريين وهي على الشكل التالي:
- التهجير القسري المستمر، خاصة لأولئك الذين وقعوا ضحية هجوم نظام الأسد على إدلب.
- خطر العودة المبكرة إلى سوريا غير آمنة، لا سيما إلى المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
- الوضع المزري الذي يواجهه النازحون واللاجئون في بلدان مثل لبنان.
- المخاطر والقمع المستمر للأشخاص الذين أجبروا على العودة إلى مناطق سيطرة النظام والذين يعيشون فيما يسمى “مناطق المصالحة”.
- إضافة للجهود المتواصلة التي يبذلها النظام السوري وحلفاؤه للحصول على تمويل دولي لإعادة الإعمار دون تهيئة شروط لعودة آمنة وطوعية وكريمة.
ستمنحك هذه المراجعة لجهود الرابطة في عام 2020 نظرة ثاقبة وشاملة على مدى ما أنجزناه على كل هذه الجبهات. واليوم يرى صانعوا السياسات الدوليون من الدول الرئيسية والمنظمات الدولية في الرابطة صوتاً موثوقاً وشرعياً للسوريين النازحين واللاجئين. يستخدم القائمون على جميع الحوارات السياسية والمتعلقة بقضايا النزوح الخطاب الذي بلورته جهود الرابطة على مدى العامين الماضيين. يتم أخذ تقاريرنا وتحليلاتنا بعين الاعتبار واستخدامها من قبل المنظمات الأكاديمية وأعمال المناصرة والجهات السياسية العاملة في سوريا. صوتنا ينقل في وسائل الإعلام الدولية والإقليمية. والأهم من ذلك أن قضية الرابطة تحظى بالاعتراف المتزايد والانضمام إليها من قبل السوريين في كل مكان، من المخيمات في إدلب إلى شواطئ نيوزيلندا، ومن الدنمارك إلى أورفا التركية، ومن نيويورك إلى برلين وبيروت.
بينما تركز هذه المراجعة للرابطة لعام 2020 إلى حد كبير على جهودنا في مجال المناصرة، لم تتوقف الرابطة أبداً عن العمل على مسار حاسم يعد جزءاً لا يتجزأ من حمضها النووي وهو بناء التيار الشعبي.
خلال عام 2020، تواصلت الرابطة من خلال أعضائها وأمنائها بشكل مباشر مع آلاف النازحين واللاجئين السوريين في سوريا وحول العالم من خلال أنشطة التوعية المباشرة والندوات عبر الإنترنت وعبر الاجتماعات الفيزيائية، على الرغم من القيود المفروضة بسبب حالة جائحة كورونا. ساعدت تلك الاجتماعات والمحادثات الرابطة كحراك لتوسيع نطاق رؤيتها الأساسية وأهدافها لتشمل شريحة عريضة من السوريين. نتيجة لهذه الجهود مدعومةً بجهود المناصرة، تم تبني سردية الرابطة من قبل مجموعة واسعة من السوريين في مختلف مناحي الحياة، وعملية بناء تيار قوي تمضي قدماً رغم كل الصعوبات والتحديات التي نواجهها.
في عام 2021، سنسعى جاهدين لإنجاز المزيد ورفع مستوى حقوق النازحين السوريين إلى قمة جدول الأعمال في جميع المحادثات حول مستقبل البلاد. سنناضل من أجل حقوق النازحين السوريين في كل مكان، ومن أجل بيئة آمنة لجميع السوريين في سوريا، ومن أجل الحق في عودة آمنة وكريمة وطوعية، وللنازحين السوريين حق أصيل في تحديد شروط العودة، مقابل العودة المبكرة وضد أي قرارات ضارة بحقوق النازحين.
نحن ملتزمون بقضية ملايين النازحين الذين ربما فقدوا كل شيء لكنهم لن يتخلوا عن كرامتهم وحقوقهم. سنواصل بناء تيار قوي يضمن عدم اتخاذ أي قرار باسمنا دون سماع صوتنا وأخذ شروطنا في الاعتبار لأنه ببساطة نحن سوريا.