اسطنبول، 13 ديسمبر 2019
استطاعت الرابطة السورية لكرامة المواطن تأكيد أن الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت 174 شخصاً عادوا من مخيم الركبان إلى ما يسمى بملاجئ النازحين في حمص، وتم تحويلهم إلى “محاكم الإرهاب” على الرغم من تلقيهم تصاريح أمنية من قبل النظام.
وقد تم اعتقال هؤلاء العائدين مباشرة من “ملاجئ النازحين” المعزولة الخاصة في البياضة ودير بعلبة حيث تم احتجازهم منذ عودتهم من الركبان ضمن موجات مختلفة من عمليات الإجلاء التي بدأت في مارس من هذا العام.
شملت الاعتقالات في الغالب رجالاً وشباباً تتراوح أعمارهم بين 18-24 سبق أن تلقوا ضمانات من روسيا نيابة عن نظام الأسد، ويمكن تصنيفهم إلى مجموعتين:
– المنشقون ومن هربوا من الخدمة العسكرية الإجبارية في جيش الأسد (بما في ذلك قوات الاحتياط). وقد سُلّمت هذه المجموعة إلى شرطة الأسد العسكرية في القابون.
– الشباب الذين لم ينضمّوا لصفوف الخدمة العسكرية الإجبارية قط. وقد تم إرسالهم إلى سجون عدرا وسجن حمص المركزي.
من بين الـ 174 معتقل من البياضة ودير بعلبة، تمكنت رابطة كرامة تأكيد الأسماء التالية، والتي حصلنا على الإذن بمشاركتها: موسى الشليل، مصطفى الداس، علاء الزعل، فارس القاص، خالد الكساب، نديم السلامة، أحمد العبدلة، طارق بعيجان، فواز الرقاد، ابراهيم الكشم، راكان أبوري، عبد الهادي الحنات، فواز الشليل، مطلق المطلك، فواز عبد الكريم، حسن النجم.
وينحدر معظم المعتقلين من تدمر وريف حمص الشرقي. حيث تثير هذه الاعتقالات مخاوف تتعلق بالحماية الضرورية لهؤلاء وأسئلة تحتاج إلى إجابة قبل تسهيل أي عودة أخرى إلى حمص من الركبان، لضمان عودة آمنة وكريمة، على النحو الذي يكفله القانون الدولي.
من المهم للغاية ملاحظة أن جميع الشباب والرجال المعتقلين تلقوا ضمانات والتزامات من النظام وحلفائه الروس للحصول على “تسوية شخصية” تحميهم من الاضطهاد والتجنيد القسري.
كانت هذه العملية تجري ضمن “المصالحات” في المناطق التي يسيطر عليها الأسد في سوريا، حيث اضطر العائدون من الركبان إلى التحقق من مدى استيفاءهم للشروط المناسبة في أعين الأجهزة الأمنية للنظام قبل مغادرة المخيم.
حذرت رابطة كرامة مرارًا وتكرارًا من المخاطر التي تواجه أولئك الذين أجبروا على العودة من الركبان بضمانات روسية، حيث أصدرنا تقارير مُفصّلة وموثقة عن استهداف أجهزة الأمن التابعة للأسد لعائدي الركبان.
بعد الموجة الأخيرة من الاعتقالات وإجلاء إضافي لمئات من النازحين من الركبان التي تجري مناقشتها حاليًا بين الأمم المتحدة وروسيا والائتلاف، تطرح رابطة كرامة أسئلة عاجلة يجب معالجتها لضمان سلامة الناس في الركبان وجميع العائدين:
– يجب على الأمم المتحدة ضمان وصولها الكامل والمستمر إلى “ملاجئ النازحين” في حمص لتوثيق وتقديم تقرير عن حالة الأشخاص المحتجزين هناك.
– يجب على الأمم المتحدة معرفة ملابسات جميع عمليات توقيف العائدين من “ملاجئ النازحين” وتقديم تقارير فورية إلى جميع الهيئات الدولية ذات الصلة، وكذلك تقديم المعلومات المناسبة لسكان الركبان لإبلاغ قراراتهم.
– يجب على الأمم المتحدة معرفة ملابسات جميع عمليات توقيف العائدين من “ملاجئ النازحين” وتقديم تقارير فورية إلى جميع الهيئات الدولية ذات الصلة، وكذلك تقديم المعلومات المناسبة لسكان الركبان حتى يكونوا على دراية بالوضع ويتخذوا قرار العودة على أساسه.
– يجب تحميل روسيا مسؤوليّةَ حصول هذه الاعتقالات هذه الاعتقالات رغم الضمانات الأمنية التي حصل عليها المعتقلون.
– يجب على جميع الأطراف المشاركة في اتفاقية إخلاء مخيم الركبان للنازحين مضاعفة جهودها لتقديم المساعدة إلى سكان المخيم، وإيجاد موقع ثالث لإجلاء أولئك الذين لا يرغبون في العودة إلى حمص، وإيقاف عمليات الإخلاء مؤقتًا حتى يتم ضمان الوصول المستمر إلى النازحين داخليًا وضمان تطبيق إجراءات الحماية.