- أيار 2021
إنّ سوريا بعيدة عن إجراء أي انتخابات حرة ونزيهة، حيث أنّ أي انتخابات ذات مصداقية في الظروف الحالية هي مستحيلة. وبالتالي، فإنّ هذه الانتخابات هي مجرد ممارسة غير شرعية في ترسيخ الحكم الديكتاتوري لهذا النظام. لجميع السوريين الحق ليس فقط في التصويت ولكن أيضًا في الترشح للمناصب وعقد التجمعات والحملات السياسية والمشاركة في النقاشات السياسية كجزء من أي انتخابات مستقبلية في سوريا.
وقد ركزت الرابطة السورية لكرامة المواطن جهودها في شهر أيار لتشرح كيف أن الانتخابات الرئاسية المقبلة في سوريا مجرد مهزلة، ليس فقط لأنها تفتقر إلى الشرعية أو المصداقية، ولكن أيضًا لأنها غير معقولة تمامًا في ظل غياب حل سياسي شامل.
ولذلك نشرت الرابطة السورية لكرامة المواطن عشرة أسباب تشرح باستفاضة سبب استحالة الانتخابات في سوريا في ظل الظروف الحالية. وشملت الأسباب معوقات دستورية وأمنية ولوجستية لمشاركة ليس فقط المهجرين السوريين حول العالم، ولكن أيضًا السوريين الذين يعيشون داخل سوريا، سواء في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة أو التي يسيطر عليها النظام.
هذه العوائق ما هي إلا عناصر من البيئة الآمنة، وهي حجر زاوية أساسي وشرط أساسي لأي حل سياسي شامل في سوريا. وبالتالي، يجب على المجتمع الدولي التركيز على حل سياسي شامل مع البيئة الآمنة كركيزة أساسية في البداية. استضاف وسيم الحسامي كل من الأستاذ منيرالفقير والأستاذ محمد سليمان، أعضاء رابطة كرامة، في جلسة حوارية لمناقشة تداعيات هذه الانتخابات على حياة السوريين وزيادة قبضة النظام الأمنية كما تطرقوا لتأثير هذه الانتخابات على عملية الوصول لحل سياسي في سوريا.
كما شاركت الرابطة في حملة عالمية تحت هاشتاغ #لاشرعية_للأسد_وانتخاباته للتعبير عن رفضها لأي انتخابات تجري في ظل النظام السوري وغياب بيئة آمنة. وأكدت أن استمرار حكم الأسد لسوريا هو استمرار لمعاناة السوريين. علاوة على ذلك، أرسل الدكتور مازن كسيبي، عضو مجلس أمناء الرابطة السورية لكرامة المواطن، رسالة تذكير العالم بأن “عشرات الآلاف من السوريين المختفين قسريًا والمعتقلين، وملايين المهجرين السوريين، لا يمكنهم التصويت. في هذه الانتخابات المهزلة. “ كما أكد وسيم الحاج، عضو أمناء رابطة كرامة، أنه “لا شرعية لأي انتخابات بدون حل سياسي شامل يفي بشروط البيئة الآمنة ويزيل السبب الرئيسي لمعاناة السوريين وهو النظام السوري“.
في السنوات الماضية، أصبح هناك نمط موثق للاجئين السوريين في لبنان الذين يُجبرون على التصويت الإجباري منذ فرارهم من سوريا. حيث يخشى العديد منهم رد الفعل العنيف، أو الترحيل، إذا لم يحضروا ويصوتوا، الأمر الذي أصبح يشكل مشكلة وجودية بالنسبة لهم
وفي ظل الحديث المتنامي حول نية رأس النظام السوري إجراء انتخابات رئاسية في المناطق التي يسيطر عليها من سورية حسب الدستور الذي أقرّه في 2012، لا يبدي المهجّرون السوريّون أيّ اهتمام بالمشاركة في انتخابات تعوزها الشرعيّة وينظر لها المجتمع الدوليّ بانطباع سلبي كونها لا تعدو أن تكون مهزلة يسعى النظام من خلالها لإضفاء الشرعيّة من جديد على وجوده المتهالك.
كتب نادر أبو صالح، عضو أمناء الرابطة السورية لكرامة المواطن، مقالاً يجيب فيه عن السؤال الأبرز: هل من الممكن إجراء انتخابات حرة ونزيهة في سوريا حاليًا بما يتوافق مع القرارات الدولية؟ وما هي الخطوات لتحقيق ذلك مستقبلاً؟
انطلقت موجة تظاهرات شعبية في مختلف أنحاء محافظة الحسكة في ظاهرة احتجاجات شاملة وفريدة على أثر القرار 119 القاضي برفع أسعار المحروقات الصادر عن المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا. تأتي هذه التظاهرات في ظل واقع معيشي سيء حيث تعاني الحسكة من أزمة فقدان الكهرباء والمياه والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية وانتشار الفساد الإداري وسيطرة العناصر الأجنبية على القرار في هيكلية قوات سوريا الديمقراطية وتجاهلهم لمصالح المواطنين السوريين.
ولذلك أصدرت رابطة كرامة بيانًا أكّدت فيه أنّ هذا الحراك الشعبي هو مؤشر خطير على وضع يتفاقم منذ فترة طويلة سيؤدي إلى المزيد من موجات النزوح، ومما يزيد من خطورة الوضع هو عودة نفوذ داعش في مناطق وبلدات خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، كل هذا مصحوبًا بسياسات الإدارة الذاتية القائمة على الفساد وقمع الحريات والتمييز، بينما لا يزال أبناء المحافظة لاجئون في مخيمات شمال العراق ودول الجوار وأوروبا.
كما تابعت الرابطة السورية لكرامة المواطن الأحداث المؤلمة التي أدت إلى تهجير مواطنين سوريين من قرية “أم باطنة” في القنيطرة إلى شمال سوريا. وقد تريثت الرابطة في تقييم الأحداث بهدف استكمال المعلومات الدقيقة من شهود عيان وأصحاب العلاقة المباشرة لفهم أسباب وحيثيات تهجيرهم من مكان إقامتهم الأصلية، أو ظروف وصولهم إلى شمال سوريا.
وأصدرت رابطة كرامة بيانًا أكّدت فيه أنّ جريمة التهجير القسري بحق الشعب السوري مستمرة في سوريا، وأن الحل الوحيد لوقف موجات النزوح الداخلية واللجوء هو إيجاد بيئة آمنة لجميع السوريين، وأن هذه البيئة الآمنة غير متوافرة حاليا، وعلينا كسوريين أن نعمل يدا بيد لتخفيف معاناة المهجرين وتأمين معاملة كريمة لهم.
أخيرًا وليس آخرًا، أعربت الرابطة السورية لكرامة المواطن عن تضامنها مع حي الشيخ جراح في مدينة القدس عاصمة فلسطين، والذي يعيد لذاكرتنا التهجير القسري الذي عاشه الفلسطينيون من قبل ويعيشه الآن السوريون، وهو ما يؤكد تشابه نظام الأسد الاستبدادي والكيان الصهيوني المُحتل في فكرهم ومنهجيتهم في التعامل مع الشعوب الحرة.