إعزاز (سوريا) 08، شباط 2023
بعد أكثر من 50 ساعة من حدوث الزلزال المدمر والذي ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا صباح يوم السادس من شباط، ليس هناك أي مؤشرات على وجود أي حملة إنقاذ وإغاثة دولية لنجدة المدنيين السوريين الذين أصابتهم هذه الكارثة.
إن منطقة شمال غرب سوريا كانت تعاني من ظروف قاسية ومضطربة قبل حدوث الزلزال بسبب النقص الشديد في البنية التحتية والخدمات الأساسية، وكذلك الشروط الاقتصادية والمعيشية القاسية، والتي زادت سوءا بسبب الظروف الجوية شديدة السوء التي أصابت المنطقة في الأيام الأخيرة
تدل اتصالاتنا على الأرض مع المنظمات الإنسانية وغير الحكومية السورية والتي تعمل في مجال الإغاثة الإنسانية، على أنه رغم كل هذه الحقائق المذكورة آنفا إلا أنه لم يتم استلام أي مساعدة تتناسب مع حجم الكارثة من قبل الأطراف المانحة الدولية، ولا يبدوا أن هناك أي خطة استجابة طارئة ومستعجلة ترقى لمستوى الحدث لإنقاذ الأرواح التي ما زالت تحت الأنقاض. إن المتطوعين والعامليين المرهقين على الأرض يفتقدون إلى الآليات اللازمة لإنقاذ هذه الأرواح، بينما يفتقدون في نفس الوقت إلى الوسائل والمواد والمرافق لمساعدة المنكوبين الذين نجوا من الزلزال.
إن المعلومات التي تردنا من هذه المنظمات الإغاثية على الأرض بما فيها الخوذ البيضاء ومن شبكاتنا الخاصة تدل على أن الأمم المتحدة ومنظماتها مصرة على التعامل حصرا مع النظام السوري وإرسال المساعدات له. نود أن نذكر الجميع بإن هذا النظام السوري هو الذي يقصف المدنيين السوريين في المناطق التي أصابها الزلزال، كريف حلب وغيرها. النظام السوري الذي لاحق وهجر أغلبية السوريين الذين هم اليوم ضحايا لهذه الكارثة.
تدعو الرابطة السورية لكرامة المواطنة بشكل مستعجل وفوري الأطراف المانحة الدولية لتجاهل وتجاوز أي برتوكولات ومحاولات ابتزاز سياسية تعطل من إيصال المساعدات الى السوريين في شمال غرب سوريا. لقد أضعنا على أنفسنا نافذة الفرصة لإنقاذ مئات أو ربما آلاف الأرواح تحت الأنقاض بسبب تأخر الآليات والمساعدات، ولكن ما زال بإمكاننا إنقاذ ومساعدة هؤلاء الذي نجوا من الزلزال والحفاظ على كرامتهم في هذه الظروف الرهيبة.
وندعو أيضا الأمم المتحدة للتوقف عن التسييس العبثي والبيروقراطية في إيصال المساعدات الإنسانية، وأن تلتزم بمهمتها الرئيسة في إنقاذ وحماية أرواح المدنيين الأبرياء الذي يعانون منذ عقد من الحرب والنزوح القسري، والان أصابتهم كارثة غير مسبوقة. إن وهم إحياء عملية سياسية ميتة لا يمكن أن يُبنى على جثث مسحوقة لمدنيين سوريين، ولا يوجد معنى لادعاء القيام بمهمة الأمم المتحدة في حماية المدنيين ما لم يتم إنقاذ السوريين في أحرج اللحظات كتلك التي نعيشها الآن.
في حال استمر الغياب الكامل لأي استجابة دولية لما يحصل في شمال غرب سوريا في الساعات والأيام القادمة، فستضيع الكثير من أرواح المدنيين السوريين الأبرياء بطريقة عقيمة كان من الممكن تجنبها، وسيكون سبب هذه الخسارة حسابات سياسية غير أخلاقية وفشل بيروقراطي ستلقي بظلالها على تاريخ الأمم المتحدة كمثيلاتها في سربرنتسا ورواندا.