مقبرة الحريات - مقبرة الحريات
إن أولئك الذين يعيشون في مناطق سيطرة النظام لا يدعمونه ولا يدعمون سياساته بالضرورة.
وبعيدًا عن كون الأسد حاكمًا فعليًا لتلك المناطق، فإن حوالي (75%) من المستجيبين في المناطق التي يسيطر عليها الأسد غير راضين عن سلوك النظام، حيث عبر 89% من المشاركين عن عدم رضاهم عن الوضع الحالي بجميع النواحي؛ سواء من ناحية الأمن أو الوضع المعيشي أو الاقتصاد أو الخدمات، وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على ضرورة عدم الحكم بأن جميع أولئك الذين بقوا في مناطق سيطرة الأسد موالون ومؤيدون للسلطة الحاكمة، وهو ما قد يفعله كثير من الأطراف لأسباب مختلفة.
قال أكثر من ثلاثة أرباع المشاركين 78%من الذين شملهم الاستطلاع أنهم لم يتمكنوا من التعبير عن آرائهم بحرية، كما لم يتمكَّ نوا من إظهار مواقفهم الحقيقية بشأن القضايا الرئيسة (الشكل 27). ازداد النقد العلني لـ "الحكومة السورية" بدلاً من "النظام" بشكلٍ كبير خلال العام الماضي بسبب انهيار الاقتصاد والخدمات، وارتفاع مستويات السخط في مناطق سيطرة النظام، ومع ذلك قامت قواته في الأشهر الأخيرة بقمع واعتقال العديد من الموالين لانتقادهم الأوضاع الحالية في البلاد.
يختلف عدد الأشخاص الذين شعروا أنهم قادرون على التعبير عن آرائهم بحريةٍ تبعا للمنطقة التي يقطنون فيها؛ لكنه يظلً سلبيًا بشكلٍ كبير في جميع المجالات.
وفي ظل هذه المستويات المنخفضة من حرية التعبير سيكون من المستحيل إجراء أي ٍ نوع من الانتخابات الحرة والنزيهة.
إنّ "البيئة الآمنة" للتعبيرعن الآراء والأفكار هي خطوة أولى وأساسية لأيّ مسار نهائي للديمقراطية، ويجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار في أي حل سياسي.
"لا أستطيع؛ والدليل على ذلك أني لا أملك الجرأة الكافية للتصريح باسمي الكامل معك الآن!"
الاحتجاجات السلمية
تعتقد الغالبية العظمى من المشاركين حوالي 85٪ أن حقهم في التظاهر السلمي ُ غير محمي (الشكل 29). وتؤكِّد هذه النتيجة أن موقف النظام من التعبير عن الرأي لم يتغير، وأن حق التجمع ما زال خطًّ ا أحمر، رغم أن الدستور َ السوري الحالي يكفُل هذا الحق.
"المظاهرات الأخيرة في السويداء والتي لم يكسر بها زجاج نافذةٍ ولم تخرج عن حدود المسالمة من جهة المتظاهرين تمت مواجهتها بالعنف والاعتقال من قبل عناصر حفظ النظام وقوى الأمن وموظفي الدولة ومنتسبي حزب البعث، وفي نفس هذه الأحداث تم إرغام طلاب الجامعات في السويداء على مواجهة هذه ّ المظاهرات، وتم تهديد الطلاب بفصلهم من الجامعات واعتقالهم إذا لم يمتثلوا للأوامر، وهذه صورةٌ جليٌة لقمع حرية التعبير عن الرأي!"
تحقيق حياة كريمة
أعربت الغالبية العظمى أي 89% من المشاركين عن عدم رضاهم عن الوضع الحالي على جميع الأصعدة؛ سواء أكان الأمن أو الظروف المعيشية أو الاقتصاد أو الخدمات (الشكل 50).
يعتقد ما يقرب من ثلاثة أرباع المستجيبين أي 73% أنه من المستحيل تحقيق مستوى معيشي ٍ لائق في الوضع الحالي، وذلك عند سؤالهم عن الأمن والاقتصاد والخدمات والظروف السياسية (الشكل 51).