الرسالة الرئيسية - البيان الختامي: اللاجئون والنازحون السوريون لا يمكن أن يعودوا بدون بيئة آمنة
الرسالة الرئيسية لندوة أنقرة: اللاجئون والنازحون السوريون لا يمكن أن يعودوا بدون بيئة آمنة
أنقرة، 11 شباط 2022 - شكل المؤتمر الذي استمر يومين في أنقرة بعنوان "البيئة الآمنة والعودة الكريمة للسوريين" نقطة انطلاق أساسية لمناقشة جادة ومفتوحة تهدف إلى بناء فهم مشترك للوضع الذي يعيشه اللاجئون السوريون اليوم في تركيا، وفي كل مكان.
حضر المؤتمر - الذي نظمته الرابطة السورية لكرامة المواطن ومنظمة "سولاريس" التركية غير الحكومية - عددًا كبيرًا من صانعي السياسات والدبلوماسيين والأكاديميين والصحفيين والنشطاء الأتراك والسوريين والدوليين.
لخصت ردينة الخزام، مديرة البرامج في الرابطة السورية لكرامة المواطن، الرسائل الرئيسية للمؤتمر في بيانها الختامي: "لقد أظهرت لنا هذه النقاشات أن هناك أرضية مشتركة واسعة وتفاهم واضح بين السوريين والشعب التركي فيما يتعلق ببعض الحقائق الأساسية حول ما يواجهه اللاجئون السوريون والواقع الحقيقي في سوريا حاليا وكيف أن إنشاء بيئة آمنة في سوريا يخدم مصالح المهجرين السوريين وتركيا في آن واحد."
تشمل هذه الحقائق الأساسية ما يلي:
ليس من الآمن عودة السوريين الآن. المحاولات الصامتة وغير الصامتة لتطبيع النظام لن تؤدي إلا إلى جعل العودة مستحيلة، حيث لا يزال النظام وهو السبب الاساسي للتهجير، يمارس القمع والإرهاب ضد الشعب السوري.
لا يمكن الحديث عن عودة آمنة وكريمة دون تغييرات جذرية في الواقع الأمني والسياسي والاجتماعي في سوريا.
أن تكون سوريا آمنة للعودة لا يعني أن يتوقف القصف والعمليات الحربية على الجبهات. هي تعني العديد من التفاصيل في مختلف الجوانب السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، ونحن على دراية كاملة بها. على سبيل المثال، كيف يمكن أن نبدأ الحديث عن العودة دون الإفراج عن عشرات آلاف المعتقلين الذين يقبعون في سجون النظام السوري تحت التعذيب؟
عملت الرابطة السورية لكرامة المواطن مع خبراء سوريين ودوليين، وجمعت آراء المهجرين السوريين على مدى السنوات الثلاث الماضية، وعقدت مناقشات طويلة وعميقة مع العديد من الشرائح تمحورت حول مفهوم البيئة الآمنة لتحديد خارطة الطريق للتغيير الذي يمكن أن يحقق بيئة آمنة وعودة طوعية كريمة. قدمنا النقاط الرئيسية لهذا المفهوم في هذا المؤتمر وسنتواصل مع جميع المعنيين في الأسابيع والأشهر القادمة لضمان تموضع تعريف المهجرين السوريين للبيئة الآمنة في قمة الاجندة سياسيا.
يجب أن يسمع العالم شروط العودة التي يطلبها المهجرون السوريون أنفسهم. يجب أن يكون صوتنا واضحًا في أي عملية سياسية، ويجب أن تبدأ التغييرات التي نريدها وتم تحديدها قبل الحديث عن أي شيء آخر.حيث من الواضح أنه لا يمكن الحديث عن العودة دون الحديث عن إزالة الأسباب الحقيقية للتهجير والنزوح.
قبل أن تتحقق شروط العودة الآمنة والكريمة - بما في ذلك التغييرات الاساسية والهامة التي تم ذكرها سابقًا في كل سوريا وأن تتحقق البيئة الآمنة – كما يفهمها ويطلبها اللاجئون السوريون - لن تكون هناك عودة طوعية الى سوريا. العودة المبكرة أو القسرية لن تؤدي إلا إلى مزيد من عدم الاستقرار والمزيد من موجات النزوح.
يجب على الأمم المتحدة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إشراك المهجرين السوريين أنفسهم في مناقشات حول اعتماد عتبات الحماية، وواقع سوريا، وتعريف البيئة الآمنة قبل الحديث عن إمكانية عودتهم.
لا جدوى من الحديث عن حل سياسي أو أي بند من بنود الحل، سواء أكان الدستور أم الانتخابات أم غير ذلك، إلا إذا تضمن الحل السياسي شروطنا لسوريا آمنة وحياة كريمة. بدون ضمان حقوق المهجرين السوريين، وهم غالبية سكان سوريا، لن يكون هناك امكانية لحل سياسي مستقر ومستدام.
إن هذا المؤتمر، في اعتقادنا، هو محاولة ناجحة لنقاش الواقع في سوريا ونقل صوت المهجرين إلى الرأي العام التركي والعالمي والسياسيين والأكاديميين من خلال تحديد تفصيلي لما يجب تغييره في سوريا قبل الحديث عن العودة.
يقع على عاتقنا جميعًا هنا نشر محتوى النقاشات التي تمت في هذا الحدث، وإشراك مجموعة واسعة من صناع القرار والسياسة الأتراك في هذه النقاشات الهامة.
نحتاج أيضًا إلى نشر هذه الأفكار في الرأي العام التركي، ورفع مستوى وعيهم بحقيقة وواقع السوريين ومستقبلهم.
إن إنشاء البيئة الآمنة على كامل الجغرافيا السورية هو مصلحة إستراتيجية مشتركة للأمن القومي التركي ولمستقبل سوريا، وعلينا أن ندفع باتجاه تحقيقها معًا، وأن نضمن باستمرار أننا نستمع إلى ما يحتاجه السوريون وما يريدونه حقًا حتى يتمكنوا من العودة بأمان وكرامة.
أخيراً:
سنظل دائمًا ممتنين لتركيا والشعب التركي لاستقباله أكبر عدد من اللاجئين السوريين. رسالتنا هي أننا نريد العودة إلى ديارنا، ولكي يحدث ذلك، نحتاج إلى بيئة آمنة لتأسيسها في كل سوريا. دعونا نعمل معًا لتحقيق ذلك، وخلق الظروف المناسبة لعودتنا الآمنة والكريمة، وفهم الواقع الذي يواجه المهجرين السوريين وما يجب تغييره حتى تصبح العودة ممكنة.