مؤتمر خارطة طريق لبيئة آمنة في سوريا

الكلمة الختامية

الكلمة الختامية - الكلمة الختامية: مؤتمر خارطة طريق لبيئة آمنة في سوريا

ضيوفنا الأعزاء وجميع الذين شاركوا عبر الإنترنت وتابعوا هذه المحادثة المهمة على مدار اليومين الماضيين ، أشكركم على المساهمة في هذا الحدث الهام.

رسالة هذا المؤتمر واضحة: العودة الآمنة والطوعية والكريمة للمهجرين السوريين هي أساس لأي حل مستدام للأزمة السورية.

إن تداعيات المقاربات الحالية المدفوعة بالقصور الذاتي واضحة للجميع من خلال الأعداد المتزايدة من السوريين، الذين يحاولون محاولات يائسة للفرار من سوريا نفسها وبعض البلدان المضيفة، ويخاطرون بحياتهم في محاولة للوصول إلى الأمان المتوقع في أوروبا.

إن غياب البيئة الآمنة، كما حددها السوريون أنفسهم، هو العقبة الرئيسية التي تحول دون عودة المهجرين السوريين إلى ديارهم، ومن ثم فهو العائق الأساسي الذي يواجه أي حل سياسي شامل ومستدام يعالج أيضاً القضايا الرئيسية الأخرى مثل: المعتقلين ، جرائم الحرب، وانتهاكات حقوق الإنسان.

إن تحديد شروط البيئة الآمنة من قبل السوريين ووضع آلية تنفيد واقعية على مراحل مع الضمانات الدولية المطلوبة، يجب أن تكون حجر الزاوية الأساسي للحل السياسي، ويجب أيضاً تركيز جميع جهود الداعمين الأساسيين للعملية السياسية.

تتحقق البيئة الآمنة عندما يشعر الناس بالأمان ، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال تحقيق العدالة والمحاسبة لمن شارك في قتل السوريين ومن ارتكب انتهاكات بحقهم.

يجب البدء في تنفيذ برامج واقعية تهدف إلى كشف مصير المفقودين ، وتقديم الجناة إلى العدالة ومحاسبة المتورطين في برامج التعويض و جبر الضرر.

كما يجب البدء في اتخاذ الإجراءات والإصلاحات والتدابير العملية لمنع تكرار الجريمة.
إن الإجراءات والخطوات التي تم تفصيلها خلال اليومين الأخيرين من هذا المؤتمر ليست مجرد طموحات، إنما هي الحد الأدنى من الشروط الواقعية، التي يجب تحقيقها بمرور الوقت من أجل أن تصبح العودة الجماعية والمنظمة والآمنة والكريمة ممكنة.

تم تصميم وإنشاء النهج التدريجي والتراكمي لبيئة آمنة مفصلة في ورقة "خارطة الطريق لبيئة آمنة في سوريا" على غرار تجارب البلدان الأخرى ،التي عانت من حالات التهجير والنزوح، ومع الظروف الخاصة لسوريا، فيما يتعلق بالعوامل الأمنية والقانونية والإنسانية، بما في ذلك مراعاة حجم النزوح وتفكك المجتمع.

كما تُظهر تجربة الدول الأخرى بوضوح، عدم إمكانية خلق بيئة آمنة في سوريا دون اتفاق سياسي وضمانات دولية قوية، ووجود آلية لتنفيذ ذلك الاتفاق، ودون مشاركة مباشرة من المهجرين السوريين. يجب أن تتكيف العملية السياسية مع أصواتنا بطريقة منهجية، وتجنب تمثيلها بشكل زائف بحجة استرضاء أي طرف داخلي أو خارجي.

يجب استدعاء الإرادة السياسية للدول الرئيسية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وغيرها، لإعادة ضبط العملية السياسية حول قضية تحقيق بيئة آمنة في سوريا، التي من شأنها إتاحة العودة الآمنة والطوعية والكريمة.

يجب التخلي عن المقاربات الفاشلة السابقة، التي كانت تتمحور حول استرضاء النظام السوري وتطبيع سياساته القمعية ووضع مصالح غالبية السوريين في قلب الحل السياسي المستقبلي.

يجب الاعتراف بمقاربات العودة المخصصة والجزئية، التي تتمتع بها حاليًا بعض الوكالات والمنظمات داخل سوريا، على أنها خطرة على صالح ومصالح النازحين واللاجئين السوريين، واستبدالها بجهد حقيقي للإبلاغ بشفافية عن الواقع الحالي والعمل على تحقيق الحد الأدنى من شروط العودة عبر سوريا، كما هو مفصل في هذه الوثيقة.

يجب استشارة المهجرين السوريين وإشراكهم في تصميم خطوات ملموسة لتنفيذ بيئة آمنة، على النحو المحدد من قبلهم والذي يضمنه وجود دولي قوي.

هذا هو الأساس التأسيسي لعودة آمنة وكريمة وحل مستدام للأزمة السورية.

نيابة عن المنظمين، نشكركم على وجودكم معنا خلال هذين اليومين. هذا المؤتمر ليس نهاية المطاف، بل بداية لمرحلة جديدة في الحديث حول سوريا، وهي مرحلة يتم فيها سماع صوت المهجرين السوريين بصوت عالٍ وواضح في جميع منتديات صنع القرار الرئيسية.

Go to Top