اليوم، تكتب سوريا فصلًا جديدًا من تاريخها، فصلًا تتجلى فيه الحرية التي ناضل السوريون من أجلها، وتُعاد فيه الكرامة التي استحقوها بعد سنوات من القهر والظلم. النظام الذي طالما حرم الشعب السوري من أبسط حقوقه قد انهار، وها هي أبواب المستقبل تُفتح على مصراعيها لعهدٍ جديد من العدالة والمساواة.

الرابطة السورية لكرامة المواطن تتوجه بالتهنئة إلى الشعب السوري العظيم على هذا التحول التاريخي، الذي يُجسد انتصارًا للإنسانية وللقيم التي آمن بها السوريون وتمسكوا بها رغم شدة المعاناة.

في هذا المنعطف الحاسم، نؤكد أن سوريا الجديدة لا يمكن أن تُبنى على أنقاض الماضي فحسب، بل يجب أن تقوم على أسس راسخة تحترم الكرامة الإنسانية، وتضمن حقوق الجميع دون استثناء. تتطلب هذه المرحلة بيئة آمنة وشاملة، تُصان فيها الحريات ويُحترم فيها القانون، ليكون جميع السوريين شركاء حقيقيين في بناء الوطن.

منذ تأسيسها، شددت الرابطة السورية لكرامة المواطن على أن أي عودة للسوريين إلى وطنهم يجب أن تكون آمنة، طوعية، وكريمة، خالية من أي ضغوط سياسية أو عسكرية. ومع انطلاقة هذا العهد الجديد، نعيد التأكيد أن الكرامة هي حجر الأساس الذي لا يُمكن التنازل عنه، وأن بناء دولة القانون هو الضامن الوحيد لتحقيق تطلعات السوريين بمستقبل مشرق.

إن بناء سوريا المستقبل يبدأ بتأمين بيئة آمنة وفق رؤية السوريين أنفسهم، والتي عبرت عنها الرابطة السورية لكرامة المواطن في خارطة الطريق للبيئة الآمنة التي أطلقتها في جنيف منذ سنوات، وتضمنت كافة المحاور والقواعد اللازمة لبناء سوريا الجديدة حيث تُحترم كرامة الإنسان، وتُضمن حقوق الجميع دون استثناء.

إن التحديات المقبلة هائلة، لكن الآمال أعظم. ندعو جميع السوريين، إلى تحمل مسؤولياتهم في بناء سوريا المستقبل، حيث تُرفع راية الحرية والعدالة فوق كل الاعتبارات، ولا مكان للإقصاء أو التهميش.

اليوم، وبين فرحة الإنجاز وجدية التحديات، نُحيي أرواح الشهداء الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لهذه اللحظة التاريخية، ونستمد العزم من تضحياتهم لبناء وطن يليق بأحلامنا جميعًا.