أجبرت عمليات النزوح والتهجير القسري التي جرت وما زالت مستمرة في محافظة إدلب وريف حلب الشمالي مئات الآلاف من النازحين على اللجوء إلى مخيمات عشوائية تفتقر لأبسط البنى التحتية الخدمية ولا سميا الطبية اللازمة لمثل هذه التجمعات البشرية، مع نقص حاد في المياه اللازمة للغسيل علاوة على مواد التنظيف و التعقيم.
مع انتشار فيروس “كورونا” في الدول المجاورة ولا سيما إيران والعراق ولبنان، وضعف او إنعدام اجراءات النظام السوري والقوات المسيطرة على الأراضي السورية لوقاية وحماية المواطنين السوريين وتكتم هذه الأطراف على حقيقة انتشار الفيروس في سوريا، وفي ظل سيولة الحدود بين سوريا ودول الجوار وتدفق المزيد من المقاتلين والزوار يومياً عبر الحدود السورية-اللبنانية والسورية-العراقية عن طريق معابر رسمية وغير رسمية تسيطر عليها ميليشيات تابعة لإيران، وقدوم أعداد كبيرة من الزوار من إيران نفسها، فإن الرابطة السورية لكرامة المواطن تحذر من خطر وصول فيروس “كورونا” إلى مناطق الشمال السوري عبر مناطق سيطرة النظام السوري والميليشيات المتعاونة معه.
إن الظروف الإنسانية والصحية التي مر بها سكان محافظة إدلب وريف حلب الشمالي عموما، والنازحين منهم خصوصا، جعلتهم جميعا عرضة لسوء التغذية والظروف الجوية القاسية وهي ظروف من شأنها اضعاف المناعة الذاتية عند المهجرين وتحويل الفيروس إلى تهديد أكبر، ولا سيما في ظل غياب البنية التحتية الطبية، حيث أن المناطق المذكورة أعلاه لا تحتوي على أي نقاط عزل صحي في حال حدوث الإصابات، بينما يتم تخديم كامل هذه المناطق التي تضم حوالي أربعة ملايين مواطن بما فيهم أكثر من مليون مهجر عن طريق حوالي 40 مشفى و 80 مستوصف، وبنقص يقدر بحوالي %60 في الكوادر الطبية في الوضع الحالي دون انتشار المرض، وهي أعداد هزيلة جداً لن تتمكن من مواجهة أي انتشار وبائي لفيروس “كورونا”.
تطالب الرابطة السورية لكرامة المواطن منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر إضافة للمنظمات الطبية الدولية والإقليمية بأن تسارع باتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة قبل وقوع الكارثة وتطالب الأطراف المسؤولة داخل محافظة ادلب بالعمل على وضع آليات لفحص الداخلين والخارجين من المعابر التي تصل مع مناطق سيطرة النظام السوري وحلفائه، والتنسيق مع المنظمات الدولية لرفع مستوى الإجراءات الوقائية والتحسب لأي انتشار للمرض.
يمكنكم تحميل المقالة كاملةً كملف PDF من خلال الرابط التالي: