قامت الرابطة السورية لكرامة المواطن “كرامة” بالتشارك مع منظمة “سولاريس” التركية بتنظيم ندوة حوار على مدى يومين بتاريخ 10-11 شباط 2022 حيث تم استضافة نخبة من الأكاديميين الأتراك بحضور شخصيات سياسية وأكاديمية وإعلامية تركية وسورية ودولية لمناقشة مفهوم البيئة الآمنة ضمن سياق واقع سورية ومستقبلها ومن منظور السوريين.
تعتبر رابطة “كرامة” أن مجريات هذه الندوة من حوارات وتبادل وجهات النظر فيها ومخرجاتها خطوة فارقة على طريق التعريف بمفهوم البيئة الآمنة في تركيا من وجهة نظر السوريين أنفسهم ومحورية هذا المفهوم في الحل السياسي ومصير المهجرين السوريين وعموم سوريا، وترى الرابطة أن هذه الندوة هي بداية موفقة جدا وفعالة لطرح قضية البيئة الآمنة في سياقها الصحيح في الراي العام التركي وبين النخب وصناع القرار.
كشفت الندوة عن وجود تقارب في وجهات النظر بين المشاركين حول المفاهم الأساسية المرتبطة بعودة المهجرين السوريين واللاجئين إلى مواطنهم الأصلية وارتياط هذه العودة بتحقيق البيئة الآمنة، وعن عدم توفر هذه الشروط في الوقت الحالي في سوريا.
تمكنت الرابطة من إيصال عدة أفكار محورية من منظور السوريين كانت غائبة نوعا ما في النقاشات الدائرة حول قضية المهجرين واللاجئين السوريين ومستقبل سوريا، ربما أهمها هي:
– الأسباب الحقيقة لخروج السوريين وتركهم لأوطانهم منذ عام 2011 بعيدا عن المفاهيم الخاطئة والأحكام المسبقة، وأن أسباب التهجير ما زالت موجودة بناء على تقارير الرابطة المستمرة منذ 2019 والمراقبة المتواصلة على الأرض للأوضاع داخل مناطق النظام، وأظهرت تقارير الرابطة أن أكثر من 80% من المهجرين أكدوا أن “زوال النظام بشخصياته الرئيسية” هو شرط أساسي للعودة.
– لا عودة إلى سوريا إلا بتحقق البيئة الآمنة وفق تعريف السوريين المهجرين أنفسهم، وأن هذه البيئة الآمنة ليست قضية تحسين لسلوك النظام، بل لتغييرات جذرية وعميقة في سوريا على عدة مستويات منها السياسي، الأمني، العسكري، القانون، القضائي، والاقتصادي وغيرها.
– أن الحل السياسي الشامل والمستدام الذي ننشده لايمكن أن يتحقق دون البيئة الآمنة مما يحتم على الدول الراعية للعملية السياسية تحويل قضية البيئة الآمنة الى حجر زاوية في الحل السياسي سابق لأي من مكونات الحل السياسي، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بإعطاء المهجرين السوريين صوتا فعالا ومؤثرا
الندوة هي مجرد نقطة الانطلاق، وإيصال صوت السوريين ومطالبهم بنوع التغيير الجذري الذي نحتاجه في سوريا هو جهد يحتاج درجة عالية من التنسيق والتعاون ضمن إطار رؤية جامعة تضمن حقوق المهجرين واللاجئين وتدفع بعجلة الحل السياسي في الاتجاه الصحيح الذي يخدم مصالح السوريين.