مقابلة مع أيمن أبو نقطة، صحفي سوري ومتحدث باسم مؤسسة تجمع أحرار حوران
إن دخول الجنوب السوري اتفاقيات التسوية مع النظام السوري حيّز التنفيذ عام 2018 وبرعاية روسية، لم يحسن الأوضاع المعيشية والأمنية في محافظتي درعا والسويداء إلى الأفضل.
فالنظام لم يفي بوعوده ولم يلتزم بما تنص عليه الاتفاقيات، بل عمل على تنفيد سياسة انتقامية ضد الأهالي لرفضهم التورط في قتل الشعب السوري وتهربهم من التجنيد الإلزامي والاحتياطي وعدم التحاق في صفوف قواته.
كما استغل النظام تلك الاتفاقيات لتفكيك مناطق الجنوب السوري ولتسهيل إخضاعها لقبضته الأمنية، واتبعت أجهزته الأمنية وتحديداً شعبة المخابرات العسكرية إجراءات محددة لتجنيد المسلحين والمجموعات المتورطة في انتهاكات ضد المدنيين.
كما عملت القوات الروسية والمليشيات الإيرانية على استقطاب الشباب وتجنيدهم ضمن مجموعات ودعمهم بالسلاح والمال وإصدار بطاقات أمنية لهم، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وانتشار حالة من الفوضى وانتشار عمليات القتل والخطف والاعتقال من جهة، ومن جهة أخرى للاستفادة من هذه المليشيات كمرتزقة وزجّهم في الصراع في ليبيا أو للعمل في تجارة المخدرات وتهريبها عبر الحدود.
أدّى ذلك إلى حدوث موجات من الاحتجاجات المتكررة وحالة الاستنكار والرفض الشعبي من الأهالي وخروج العديد من التظاهرات وقطع للطرقات الفرعية والرئيسية في الجنوب السوري وحتى قطع الطريق الذي يصل بين السويداء والعاصمة دمشق.
وفي هذا السياق، سجلت الرابطة السورية لكرامة المواطن مقابلة حصرية مع أيمن أبو نقطة، المتحدث الصحفي باسم مؤسسة تجمع أحرار الحوران الإعلامية، للوقوف على آخر التطورات الأحداث التي تحدث في مناطق الجنوب السوري.
وعند سؤال أيمن عن الوضع الحالي للجنوب السوري، أشار إلى أن الوضع هو نفسه منذ 4 سنوات بعد اتفاقية التسوية في المنطقة الجنوبية، التي رعاها المجتمع الدولي في هذه المنطقة الاستراتيجية من سوريا.
وتحدث عن محاولات مستمرة من الأجهزة الأمنية لتجنيد مجموعات محلية من محافظة السويداء، التي تعتبر خزاناً بشرياً، وعن تدخل إيران ودعمها لعمليات التجنيد عن طريق مليشيات الدفاع الوطني، وما أحدثته هذه المجموعات خلال السنوات الأربعة الماضية من تغيير في سلوك والنهج، حيث باتت عمليات الخطف ممنهجة بين درعا والسويداء. هذا الأمر الذي أجج الفتن بين المحافظتين الجارتين بالحقيقة.
وعلق أيمن على الاضطرابات والأحدث الأخيرة التي شهدتها مدينة السويداء، وأفاد أن النظام جند
خلايا أمنية ومجموعة محلية تحديداً من خلال شعبة المخابرات العسكرية لإخضاع المنطقة للقبضة الأمنية مجدداً عبر إحداث التوترات وحالة من الفوضى الأمنية، لكن هذه المحاولات المتكررة قوبلت برفض واستنكار شعبي.
كما أكد أيمن أن النظام وحلفائه عملوا على اتباع سياسة العقاب والانتقام الجماعي من الأهالي لرفضهم التحاق أبنائه في صفوف قواته وميليشياته، مشيراً إلى وجود مصلحة مشتركة بين النظام وروسيا وإيران لتمرير مشاريعهم في هذه المنطقة الاستراتيجية.