حول المؤتمر
لا تزال الآثار الإنسانية والسياسية المدمرة للزلزال الذي ضرب شمال غرب سوريا وجنوب تركيا يتردد صداها في المنطقة، مع تفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا وعامة السكان في شمال غرب سوريا والتي زاد من حدتها بطء وضعف الاستجابة الدولية للزلزال في شمال غرب سوريا – على وجه الخصوص – وعدم وجود خطة استجابة واضحة لهذه الكارثة.
إنّ المتأثرين بشكلٍ مباشر بالزلزال والذين يعملون على الاستجابة الطارئة يدركون أنّ هناك حاجة ماسّة لنقل الاحتياجات المُلحّة للشعب السوري في شمال غرب سوريا إلى المجتمع الدولي والجهات المانحة والأمم المتحدة مع وكالاتها المعنية. هذه الاحتياجات لا تقتصر على متطلبات البقاء على قيد الحياة في أعقاب الزلزال فحسب ولكن أيضاً البدء بمرحلة التعافي، وتأمين الإطار السياسي والقانوني الصحيح لاستدامة هذه المساعدة، ومنع أي أضرار مباشرة أو جانبية قد تؤثر على اللاجئين والنازحين السوريين في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، دون تجاهل سعي النظام السوري لاستثمار هذه الكارثة الإنسانية للتطبيع وفرض واقع سياسي جديد سيكون مدمراً للسوريين ويحرمهم من فرصة الحصول على أمنهم وحقوقهم.
سيضم هذا المؤتمر الذي يستضيفه المعهد الأوروبي للسلام (EIP) والرابطة السورية لكرامة المواطن أهم منظمات المجتمع المدني والمناصرة الرائدة الناشطة في شمال غرب سوريا وتركيا، بالإضافة إلى أصوات وشخصيات من المهجرين السوريين، إلى جانب مجموعة متميزة من الدبلوماسيين الغربيين والباحثين الدوليين المتخصصين في سوريا لمناقشة الأسئلة التالية:
- ما هو الواقع الحالي في شمال غرب سوريا، وما هي الاحتياجات الإنسانية والمساعدات الأكثر إلحاحاً للسوريين في شمال غرب سوريا وجنوب تركيا، وكيف يتم ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين؟
- كيف يمكن ضمان استدامة تدفق الدعم والمساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا والتغلب على معضلة” المساعدات عبر الحدود”؟
- هل يتم استثمار كارثة الزلزال للدفع بعملية التطبيع مع النظام السوري وما هي نتائجها على وصول المساعدات للسوريين وعلى مستقبلهم؟
- هل أدى الزلزال إلى تفاقم خطر العودة القسرية للاجئين السوريين في جنوب تركيا والنازحين السوريين في شمال غرب سوريا؟
سيوفر هذا الاجتماع منصّة للأصوات السورية الناشطة على الأرض والتي تتمتع بوصول فريد ومعرفة باحتياجات وواقع ضحايا الزلزال لإيصال صوتهم وتقديم رؤية شاملة للبانوراما السورية بعد الزلزال.
سيتم رفع نتائج وتوصيات هذا الاجتماع بشكل مباشر إلى مؤتمر المانحين الذي سيعقد في الأيام القادمة وكذلك إلى صانعي القرارات والسياسات لشرح ما يتوقعه الشعب السوري من المجتمع الدولي بشكل واضح في الظروف الأليمة التي يعيشها منذ أكثر من عقد والتي تفاقمت بعد الزلزال.