النشرة البريدية

تشرين الثاني  2022

يشكل المؤتمر الذي عقدته الرابطة السورية لكرامة المواطن في جنيف بداية مرحلة جديدة من الكفاح من أجل حقوق المهجرين السوريين

في حدث يعتبر الأول من نوعه، عقد المهجرون السوريون مؤتمراً دولياً رفيع المستوى في جنيف وذلك من أجل معالجة الشلل الخطير الذي أصاب العملية السياسية وكذلك تقديم خارطة طريق تحتوي على إطار سياسي من شأنه العمل على تهيئة البيئة الآمنة واللازمة لعودة ما يقارب من 13 مليون لاجئ ونازح سوري إلى أرض الوطن.

وقد احتضن هذا المؤتمر شخصيات سورية بارزة من المجتمعات المهجرة في كل من تركيا ولبنان وألمانيا وفرنسا والنمسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكذلك من الداخل السوري، بالإضافة إلى خبراء دوليين وذلك لمناقشة الركود الحاصل في العملية السياسية والسبل اللازمة للمضي بها قدماً.

وقد استندت المناقشات في المؤتمر إلى وثيقة موضوعية بعنوان "خارطة طريق لبيئة آمنة في سوريا" والتي أعدتها الرابطة السورية لكرامة المواطن، حيث تعتبر حصيلة ثلاث سنوات من المشاورات مع النازحين السوريين والخبراء من أجل جمع التفاصيل اللازمة حول ما يجب القيام به قبل أن تصبح عودة المهجرين ممكنة وكذلك مرحلة أثناء وبعد عودتهم.

 اقرأ المزيد هنا

ما هي البيئة الآمنة لعودة المهجرين السوريين؟

أصبح مصطلح "البيئة الآمنة" في السنوات الأخيرة الكلمة الأساسية في جميع المناقشات السياسية ذات الصلة بالشأن السوري. ومن ناحية أخرى، فإنه على الرغم من تأكيد جميع الأطراف على أن البيئة الآمنة تعتبر شرطاً ضرورياً لتحقيق أي مكون من مكونات الحل السياسي، إلا أنه لم يتم تحديد ماهية هذه البيئة بشكل واضح ولم يتم وضع خارطة طريق لتحقيقها أيضاً. والأهم من ذلك أنه لم يتم استشارة السوريين حول شروط ومحددات تلك البيئة الآمنة التي يتم التحدث عنها. 

كما أن مقاربات العودة المرتجلة والجزئية التي ترحب بها حالياً بعض الوكالات والمنظمات داخل سوريا تشكل خطراً على سلامة ومصالح المهجرين السوريين، وبالتالي يجب استبدالها بجهد حقيقي للتعبير عن الواقع الحالي بكل شفافية والعمل على إيجاد الحد الأدنى من شروط العودة إلى سوريا كما. ويجب استشارة النازحين السوريين وإشراكهم في صياغة خطوات ملموسة لتنفيذ البيئة الآمنة على النحو المحدد من قبلهم وبشكل مضمون من خلال الحضور الدولي القوي. ويعتبر هذا حجر الأساس الرئيسي لعودة آمنة وكريمة وقاعدة لحل مستدام للأزمة السورية. 

وفي هذه المقابلة يشرح الدكتور عبد الحميد العواك، دكتور في القانون الدستوري في جامعة ماردين ارتقلو، أكثر عن مفهوم البيئة الآمنة وخارطة الطريق لتحقيقها. 

الكلمة الافتتاحية للدكتور مازن كسيبي: 

إن عملنا على مدى السنوات الأربعة الماضية قادنا بطريقة لا لبس فيها أن الحل الوحيد للقضية السورية يكمن في تأمين البيئة الآمنة لجميع السوريين والتي تضمن عودة آمنة وطوعية وكريمة تكون حجر أساس الحل السياسي

قامت الرابطة خلال السنوات الثلاث السابقة بجهود مكثفة للتواصل مع شرائح تمثل كل فئات السوريين في كل مكان واستمعت الى مطالبهم وامالهم وتعمقت في فهم واقعهم ومخاوفهم، ثم نقلت هذه المخرجات الى الاكاديميين والقانونيين والخبراء السوريين والدوليين لترجمة هذه الرؤى الى خارطة طريق تمثل الاساس والقواعد اللازمة لبناء هذه البيئة الامنة من جميع النواحي الدستورية والقانونية و الاجتماعية والسياسية والحقوقية وحتى اللوجستية، ثم بحثت مع مجموعة من الخبراء دوليين الذين خاضوا تجارب مماثلة في دول أخرى ولاسيما البوسنة واتفاقية دايتون في الخطوات العملية الواجب تنفيذها وعلى مراحل كي ننجح في عملية البناء هذه ونمكن السوريين من اتخاذ قرار العودة الطوعية والكريمة الى بيئة امنة تمهد الى اعادة بناء سوريا الجديدة، سوريا لجميع السوريين، سوريا الحريات والحقوق والكرامة.

هذا ما جئنا من أجله اليوم: لنضع بين ايديكم خارطة الطريق لبيئة آمنة في سوريا تحمل صوت ورؤية أكبر شريحة من السوريين، ونحن على ثقة بأنها ستساعد في فك حالة الاستعصاء السياسي وتضع العملية السياسية على المسار الصحيح للوصول إلى حل مستدام يضمن للسوريين جميعا مستقبلا افضل .

 اقرأ المزيد هنا

الكلمة الافتتاحية لمايكل كيتنغ: 

أصبحت الحاجة إلى تسوية سياسية في سوريا أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى

تشكل الدول المستضيفة للاجئين المزيد من الضغوط على اللاجئين من أجل العودة إلى بلدهم وذلك على الرغم من الظروف الاقتصادية والإنسانية والأمنية المتردية في سوريا وعلى الرغم من الدعم المقدم لهم. ولكن الظروف في سوريا وبحسب العديد من الشهادات، تشير بكل وضوح إلى انعدام احتمال وجود عودة آمنة وكريمة في الوقت الراهن. 

وفي الوقت الذي باتت فيه الحاجة ملحة لقيام تسوية سياسية في سوريا أكثر من أي وقت مضى، إلا أن عملية التفاوض وصلت إلى طريق مسدود. وبحسب ما ورد على لسان المبعوث الأممي الخاص جير بيدرسون فإن: "العمل مطلوب لخلق أجواء آمنة وهادئة ومحايدة في الداخل السوري وذلك عبر البدء بإجراءات بناء الثقة وفقاً لما ينص عليه القرار رقم 2254.“ 

فالعمل على خلق أجواء آمنة وهادئة ومحايدة هو السبيل الوحيد للمضي قدماً. إلا أن حالات العودة المبكرة والقسرية التي تجري على نطاق واسع ستؤدي إلى وقوع كارثة في حال عدم وجود اتفاق وضمانات خاصة بحقوق السوريين. ويعمل خبراء سوريون وممثلون عن المجتمع المدني والضحايا السوريين، خلال هذين اليومين، على تقديم رؤية ملموسة حول ما يمكن أن يترتب عن ذلك. وفي ذلك أكثر مما طُلب وتم تقديمه في أي نزاع آخر، كما في ذلك تعهد بالتزامهم بمستقبل شعبهم.

 اقرأ المزيد هنا

مقابلة مع رياض أفلار، عضو مؤسس في رابطة معتقلي صيدنايا، عن ضرورة معالجة قضية المعتقلين قبل عودة المهجرين

أجرت الرابطة السورية لكرامة المواطن مقابلة مع أ. رياض أفلار، عضو مؤسس في رابطة معتقلي صيدنايا، للحديث أكثر عن الإجراءات الأساسية التي يجب اتخاذها قبل عودة المهجرين إلى سوريا، وشرح الآليات اللازمة للتقصي عن المعتقلين والمخفيين قسرياً. 

لقد أصبح مصطلح "البيئة الآمنة" في السنوات الأخيرة الكلمة الأساسية في جميع المناقشات السياسية ذات الصلة بالشأن السوري. 

ومن ناحية أخرى، فإنه على الرغم من تأكيد جميع الأطراف على أن البيئة الآمنة تعتبر شرطاً ضرورياً لتحقيق أي مكون من مكونات الحل السياسي، إلا أنه لم يتم تحديد ماهية هذه البيئة بشكل واضح ولم يتم وضع خارطة طريق لتحقيقها، ولم يتم استشارة السوريين حول شروط ومحددات تلك البيئة الآمنة التي يتم التحدث عنها. 

إحدى هذه الإجراءات هو إجبار الدولة السورية والأطراف السورية المتنازعة على الامتثال لترتيبات ضمان: سلامة اللاجئين والنازحين العائدين إلى سوريا أو المقيمين فيها من الاعتقال التعسفي أو الاعتداء الجسدي أو المضايقة من قبل أجهزة أمن الدولة أو من قبل أطراف أخرى. 

خارطة طريق لبيئة آمنة في سوريا

لأكثر من عامين، عملت الرابطة السورية لكرامة المواطن على اكتساب نظرة ثاقبة لما يفكر فيه المهجرون السوريون في سوريا وفي الشتات بشأن البيئة الآمنة، من أجل الوصول إلى تعريف واضح من شأنه أن يساعد في النهاية في بناء إجماع بين السوريين، و إنتاج وثيقة من شأنها أن تكون وسيلة فعالة في نقل هذه الأفكار إلى صانعي السياسات وجعل البيئة الآمنة جزءًا أساسيًا من المناقشة السياسية الجارية، وربما حجر الزاوية في الحل السياسي المستقبلي.

من خلال عشرات اللقاءات التوعوية ومجموعات التركيز والدراسات الاستقصائية عن السوريين في جميع أنحاء البلاد ومنهجية العمل، وبالتعاون مع خبراء سوريين وغير سوريين بارزين في القضايا القانونية والدستورية ، تمكنت رابطة كرامة من إنتاج مخطط شامل ومفصل لما ستبدو عليه البيئة الآمنة في سوريا والمراحل المختلفة لتنفيذ مثل هذه البيئة.

اقرأ المزيد هنا 

تابعونا


الرابطة السورية لكرامة المواطن, جميع الحقوق محفوظة © 2019-2022.
بإمكانكم تعديل إعداداتكم أوإلغاء اشتراككم بالقائمة البريدية.